جامعة عالمية بعقول مصرية نحو جامعة الجيل الخامس !!
شهدت السنوات الأخيرة تحولاً كبيراً في طبيعة الحياة البشرية فلقد انتقلنا من مجتمع يعتمد علي الصناعة والمواصلات إلي مجتمع يعتمد علي المعرفة والمعلومات وهو ما يسمي هذا بالاقتصاد الجديد New Economy أو إقتصاد المعرفة Knowledge Economy .
واختلفت مفاهيم القوة والتقدم ومفاهيم الرفاهية والعمل والوظيفة وأصبحت جميعها تدور حول محور واحد فقط هو المعرفة، حيث ان الصراع العالمي في الألفية الثالثة لن يكون صراعاً علي رأس المال أو المواد الخام الرخيصة أو الأسواق المفتوحة بل أنه سيستمر لفترات طويلة صراعاً علي المعرفة ، لأن المعرفة هي التي ستصنع القوة وتوفر المال والمواد الخام وتفتح الأسواق.
وفي ظل هذه المتغيرات العالمية الغير مسبوقة، يزداد الاقرار بان الموارد البشرية المؤهلة هي الثروة الاقتصادية الأولى والدرع الواقي للأمم وأساس تقدمها الاقتصادي والاجتماعي،
حيث ان المورد البشري هو المورد الاستراتيجي في العملية الإنتاجية والذي يصعب نسخه أو تقليده من قبل أي دولة او مؤسسة أخرى غير التي يعمل بها. خاصة في هذا العصر، أصبح من السهل على كل الدول والمؤسسات أن تقوم بنسخ وتقليد جميع برامج العمل والآلات والتقنيات والبرمجيات المستخدمة في الإنتاج والخدمات، ما عدا العنصر البشري، هو العنصر الوحيد الغير قابل للنسخ أو التقليد.
من اجل ذلك برزت فكرة انشاء الجامعة العالمية للعلوم والتكنولوجيا (GUST) لتصبح احدي جامعات الجيل الخامس العالمية الرائدة، لتختص بمجالات الأبحاث التي تربط بين العلم والتكنولوجيا لانتاج أبحاث قابلة للبيع والشراء والتجارة commercial researches.
وكذلك عمليات نقل التكنولوجيا من خلال تعاون الجامعة مع قطاعات الأعمال والصناعة في مجال الأبحاث research partnership والارتكاز علي التعليم الالكتروني التفاعلي و تجسيرالفجوة بين مخرجات التعليم العالي ومتطلبات سوق العمل المتجددة.
أن استراتيجية الجامعة العالمية للعلوم والتكنولوجيا (GUST) الارتقاء بجودة التعليم العالي، تعتمد بشكل أساسي على الربط بين الجامعة وسوق العمل المحلي والدولي لمواكبة الثورة الصناعية الرابعة، والاستعداد والتكييف والتاهيل لمتطلبات الثورة الصناعية الخامسة ، وهدف الجامعة الاستراتجي إعداد خريج جاهز للمنافسة على وظائف المستقبل محليا وإقليميا ودوليا.
حيث فرضت الثورة الصناعية الرابعة واقعا مليئا بالفرص والتحديات والطلب على المهارات الجديدة وخلق فئات جديدة من الوظائف لم تكن موجودة في السابق، لكن ستقضي بطبيعة الحال على كثير من الوظائف التقليدية، نتيجة الاعتماد على الروبوتات في القطاعات الإنتاجية،
ولقد ارتفعت مخاطر نزع الطابع الإنساني عن التقدم الاقتصادي، لدرجة أننا نواجه الآن تهديدا وجوديا من الناحيتين البيئية والإنسانية، إذا افترضنا مجازا أن الثورات الصناعية الأربع ساعدت على تحسين حياة الإنسان ولكنها جعلت الجميع يعتمد عليها اعتمادا في كل المجالات، حتى في الشؤون الخاصة، ومنعها من التواصل المباشر مع الآخرين بسبب التزاحم التكنولوجي المثير.
ولذلك فان الثورة الصناعية الخامسة قادمة لا محالة وليست قاصره علي عصر ما بعد الذكاء الاصطناعي. لانه بالفعل يحتاج العالم إلى ثورة صناعية خامسة لينمو مثل عصر النهضة الجديد. ليست ثورة علمية جافة فحسب لكن ثورة توازن بين الجانبين العلمي والإنساني.
حيث من الممكن أن تتميز الثورة الصناعية الخامسة بإبداع وإحساس غير مسبوق، حيث العمل نحو الأهداف والشمولية. أعتقد أن الثورة الصناعية الخامسة ستكون من نصيب الذكاء الاصطناعي وانترنت الاشياء،
إضافة إلى الجمع بين الروبوتات والناس في مكان العمل والألفة بينهما، ولذلك ستشهد الموجة الخامسة إعطاء مزيد من المساحة إلى عالم الابتكار والإبداع، حيث تنقل الأتمتة مستويات الأداء عاليا والمدعومة من الذكاء الاصطناعي.
إن الضوء المقبل من منارة المستقبل هو صعود الثورة الصناعية الخامسة، وعلى عكس الاتجاهات السائدة في الثورة الصناعية الرابعة نحو نزع الطابع الإنساني، فإن أفضل ممارسات التكنولوجيا والابتكار تتجه نحو خدمة الإنسانية والبشرية من قبل رواد الثورة الصناعية الخامسة.
وهذه رؤيتي من برامج ونظم تعليمية وبحثية لمواكبة الثورة الصناعية الخامسة، حيث أدركنا مدى السرعة التي يتغير بها عالمنا، وإعادة تصور وجودنا وتشكيله من يوم إلى آخر. مع
هذه الوتيرة الهائلة نحو التغيير الاقتصادي والاجتماعي العالمي ، فلم يعد المستقبل يحدث بعيدا. إنه هنا الآن ويسير بسرعة أسرع من الضوء.